جلس يوسف يفكر في أمر زميله وصديقه ( محسن ) ..
كان يقول في نفسه : ماذا يفعل محسن كل يوم في هذا الكوخ البعيد عن القرية ؟ ومن يا ترى يعينه في هذا الكوخ؟
وأصَرَّ يوسف على معرفة هذا السر ..
وذات يوم راقب يوسف زميله محسناً وهو يدخل الكوخ بعد صلاة المغرب .. وانتظره فترة طويلة حتى خرج ..
وتركه يسير بضع خُطُوات .. ثم نادى عليه بصوت خافت هادئ .. والتفت محسن وراءه فوجد يوسف أمامه .. وبادره يوسف قائلاً :
-ماذا تفعل هنا يا محسن ؟
محسن : لا شيء .. لا شيء .. أزور صديقاً لي .
يوسف : كل يوم تزور هذا الصديق .. وتمكث عنده هذه الفترة الطويلة … ؟!! لا..لا .. هناك سِرٌّ يا محسن .. وأنا زميلك وصديقك .. وكثيراً ما تحكي لي بعض الأسرار.. ولقد تعوَّدنا منك دائماً عمل الخير ..
محسن : دعني الآن يا يوسف ..فأنا على موعد ..وأراك غداً في المدرسة إن شاء الله..
ويقف يوسف حائراً ويقول في نفسه : ماذا يخفي محسن ..؟ وما سر هذا الكوخ ..؟
ويمضي يوسف في الطريق يفكر .. وفجأةً يعترض طريقه ثعبانٌ كبير ويقول له :
-أتريد أن تعرف سِرَّ الكوخ يا يوسف ..؟!
وفزع يوسف وتسمَّر مكانه .. ولكن الثعبان قال له :
-لا تخفْ يا يوسف ولا تفزع .. وسأدلك على السِّر ..
يوسف : من أنت ؟ وكيف ظهرت لي فجأة .؟!!
الثعبان : لا تسَلْ من أنا .. ويكفيك أن تعرف أنني صديقك وحبيبك الذي يتمنى لك الخير .. ويود أن يخدمك .. في هذا الكوخ يا يوسف رجل عجوز .. وهو كفيف لا يرى .. ويملك أموالاً طائلة .. ولكنه يتظاهر بالفقر والمرض .. وصديقك محسن يعطف عليه ويخدمه طمعاً في أمواله .. وعليك أن تسبقه أنت وتأخذ المال .. اقْتُل العجوز في الليل.. اضْرِبْهُ على رأسه بحجر أو بعصا .. ثم خذ المال وتمتع .. تمتع .. تمتع ...
ويثور يوسف في وجه الثعبان غاضباً ويقول :
-ماذا تقول أيها الخبيث اللعين ..؟ . ابتعد عن طريقي فأنت لَسْتَ صديقاً .. أنت شيطان ماكر ملعون .. فالصديق لا يُحَرِّضُ صديقه على القتل .. ولا يشجعه على السرقة.. ابتعد عن طريقي أيها الشيطان الخبيث وإلاّ حَطَّمْتُ رأسك ..
ويرى الثعبان من يوسف قوة وعزيمة وإيماناً .. فيتنحى بعيداً وهو يقول :
-أردت أن أخدمك .. ولكنك لا تحب الخير لنفسك .. وسوف أبحث عن غيرك .. وهناك الكثير..
ويسرع يوسف الخطا نحو منزل محسن ، ويقص على مسامعه كل ما حدث .. وهنا يضحك محسن من أعماقه .. ويضرب كفَّاً بِكَفٍّ ويقول :
-فعلها الخبيث ثانيةً ..!!
ويتعجب يوسف ويقول :
-لماذا تضحك ؟ ومن هو الخبيث ؟ وهل فعل مثلها قبل الآن ؟
ويقول محسن : لقد فعل الشيطان المتنكر في صورة الثعبان معي مثل ما فعل معك تماماً .. وقد تغلبتُ عليه مثلك وكدت أقتله .. ألم تسمع يا يوسف قول الله سبحانه : إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربِّهم يتوكلون . إنما سلطانُهُ على الذين يتولَّوْنَهُ والذين هم به مشركون . [النحل : 99-100] .
يوسف : كم أودّ يا محسن أن تجعل لي نصيباً في عمل الخير معك .. وكم يسعدني أن أقوم بخدمة لهذا العجوز المسكين .. وهذا الشيطان اللعين لن يهدأ أبداً .. وعلينا أن نُكَرِّسَ جهودنا لحماية العجوز من مكره وخبثه ..
محسن : لقد قررتُ أنا ووالدي نقل العجوز إلى منزلنا .. حتى يحظى بالرعاية .. ويشعر بالأمن والاطمئنان ..
يوسف : بارك الله فيكما .. واسمح لي يا محسن أن أسألك سؤالاً .
محسن : على الرَّحْب والسَّعَة .. تفضل يا يوسف .
يوسف : لماذا أخفيتَ عني هذا العمل العظيم وكثيراً ما أشركتني في أسرارك ..؟
محسن : حديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -يقول : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله". ومن هؤلاء السبعة يا يوسف:"ورجلٌ تصدَّقَ بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما أنفق يمينه ". يوسف : معك حق يا محسن ، وإن شاء الله ، تكون من هؤلاء..................
كان يقول في نفسه : ماذا يفعل محسن كل يوم في هذا الكوخ البعيد عن القرية ؟ ومن يا ترى يعينه في هذا الكوخ؟
وأصَرَّ يوسف على معرفة هذا السر ..
وذات يوم راقب يوسف زميله محسناً وهو يدخل الكوخ بعد صلاة المغرب .. وانتظره فترة طويلة حتى خرج ..
وتركه يسير بضع خُطُوات .. ثم نادى عليه بصوت خافت هادئ .. والتفت محسن وراءه فوجد يوسف أمامه .. وبادره يوسف قائلاً :
-ماذا تفعل هنا يا محسن ؟
محسن : لا شيء .. لا شيء .. أزور صديقاً لي .
يوسف : كل يوم تزور هذا الصديق .. وتمكث عنده هذه الفترة الطويلة … ؟!! لا..لا .. هناك سِرٌّ يا محسن .. وأنا زميلك وصديقك .. وكثيراً ما تحكي لي بعض الأسرار.. ولقد تعوَّدنا منك دائماً عمل الخير ..
محسن : دعني الآن يا يوسف ..فأنا على موعد ..وأراك غداً في المدرسة إن شاء الله..
ويقف يوسف حائراً ويقول في نفسه : ماذا يخفي محسن ..؟ وما سر هذا الكوخ ..؟
ويمضي يوسف في الطريق يفكر .. وفجأةً يعترض طريقه ثعبانٌ كبير ويقول له :
-أتريد أن تعرف سِرَّ الكوخ يا يوسف ..؟!
وفزع يوسف وتسمَّر مكانه .. ولكن الثعبان قال له :
-لا تخفْ يا يوسف ولا تفزع .. وسأدلك على السِّر ..
يوسف : من أنت ؟ وكيف ظهرت لي فجأة .؟!!
الثعبان : لا تسَلْ من أنا .. ويكفيك أن تعرف أنني صديقك وحبيبك الذي يتمنى لك الخير .. ويود أن يخدمك .. في هذا الكوخ يا يوسف رجل عجوز .. وهو كفيف لا يرى .. ويملك أموالاً طائلة .. ولكنه يتظاهر بالفقر والمرض .. وصديقك محسن يعطف عليه ويخدمه طمعاً في أمواله .. وعليك أن تسبقه أنت وتأخذ المال .. اقْتُل العجوز في الليل.. اضْرِبْهُ على رأسه بحجر أو بعصا .. ثم خذ المال وتمتع .. تمتع .. تمتع ...
ويثور يوسف في وجه الثعبان غاضباً ويقول :
-ماذا تقول أيها الخبيث اللعين ..؟ . ابتعد عن طريقي فأنت لَسْتَ صديقاً .. أنت شيطان ماكر ملعون .. فالصديق لا يُحَرِّضُ صديقه على القتل .. ولا يشجعه على السرقة.. ابتعد عن طريقي أيها الشيطان الخبيث وإلاّ حَطَّمْتُ رأسك ..
ويرى الثعبان من يوسف قوة وعزيمة وإيماناً .. فيتنحى بعيداً وهو يقول :
-أردت أن أخدمك .. ولكنك لا تحب الخير لنفسك .. وسوف أبحث عن غيرك .. وهناك الكثير..
ويسرع يوسف الخطا نحو منزل محسن ، ويقص على مسامعه كل ما حدث .. وهنا يضحك محسن من أعماقه .. ويضرب كفَّاً بِكَفٍّ ويقول :
-فعلها الخبيث ثانيةً ..!!
ويتعجب يوسف ويقول :
-لماذا تضحك ؟ ومن هو الخبيث ؟ وهل فعل مثلها قبل الآن ؟
ويقول محسن : لقد فعل الشيطان المتنكر في صورة الثعبان معي مثل ما فعل معك تماماً .. وقد تغلبتُ عليه مثلك وكدت أقتله .. ألم تسمع يا يوسف قول الله سبحانه : إنه ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربِّهم يتوكلون . إنما سلطانُهُ على الذين يتولَّوْنَهُ والذين هم به مشركون . [النحل : 99-100] .
يوسف : كم أودّ يا محسن أن تجعل لي نصيباً في عمل الخير معك .. وكم يسعدني أن أقوم بخدمة لهذا العجوز المسكين .. وهذا الشيطان اللعين لن يهدأ أبداً .. وعلينا أن نُكَرِّسَ جهودنا لحماية العجوز من مكره وخبثه ..
محسن : لقد قررتُ أنا ووالدي نقل العجوز إلى منزلنا .. حتى يحظى بالرعاية .. ويشعر بالأمن والاطمئنان ..
يوسف : بارك الله فيكما .. واسمح لي يا محسن أن أسألك سؤالاً .
محسن : على الرَّحْب والسَّعَة .. تفضل يا يوسف .
يوسف : لماذا أخفيتَ عني هذا العمل العظيم وكثيراً ما أشركتني في أسرارك ..؟
محسن : حديث لرسول الله -صلى الله عليه وسلم -يقول : "سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلاّ ظله". ومن هؤلاء السبعة يا يوسف:"ورجلٌ تصدَّقَ بصدقة فأخفاها ، حتى لا تعلم شماله ما أنفق يمينه ". يوسف : معك حق يا محسن ، وإن شاء الله ، تكون من هؤلاء..................